تفاصيل الخبر

"التقنية" فرصة وتهديد لمهنة الصحافة

في جلستين نظمهما نادي الشارقة للصحافة ضمن فعاليات "المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2022"

 

أكدت نخبة من الصحفيين العرب خلال جلستين حواريتين نظمهما نادي الشارقة للصحافة، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في اليوم الثاني من "المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2022"، أن التقنية باتت تشكل لمهنة الصحافة فرصةً وتهديداً في الوقت ذاته.

وأوضحوا أن التطور السريع في التقنيات أتاح للبعض نشر محتوى لا يلتزم بالمعايير الأخلاقية للنشر الصحفي، ما عرّض مصداقية المهنة للخطر، وأكدوا أن هذا التطوّر أتاح للصحافيين الوصول إلى مصادر المعلومات بسهولة ويسر، ومكنهم من مواكبة التطورات والأحداث لحظة وقوعها، ما شكّل أمامهم فرصةً لصناعة تقارير قوية ومتكاملة في معلوماتها بسرعة وكفاءة.

حوار الأجيال

واستضافت الجلسة الأولى التي أقيمت بعنوان "حوار الأجيال: خبرات ومعارف إعلامية"، كلاً من الإعلاميين: هالة سرحان، ورندة حبيب، وراشد الحمري، وأدارتها الإعلامية شيماء رحيمي، إذ استعرض المشاركون أهم السمات التي يجب أن يتمتع بها الصحفي الناجح في مواجهة التطور التقني والعالم المتسارع.

واتفقوا على أهمية التقنية في مهنة الصحفي لما توفره من تسهيلات في تقصي الأخبار والمصادر، إلا أنهم أشاروا في الوقت ذاته إلى أن سوء استخدام التقنية حول بعض الصحفيين الحقيقيين إلى هواة ومزيفيين، وشكل خطراً على المهنة، وشددوا على ضرورة تحلي الصحفي بالمصداقية وكتابة مادته بناءً على مصادر موثوقة وأدلة مادية.

وأكدت هالة سرحان على دور الجيل السابق من الصحفيين في الأخذ بيد الجيل الجديد نحو خلق صحافة شفافة تعالج مشكلات المجتمع وتعزز مكانة اللغة العربية في ظل العولمة المزيفة التي نعيش فيها، وربطت نجاح الصحفي بمدى ثقافته، مثنية على دور دولة الإمارات العربية المتحدة في ردع كل من يحاول تزييف الأخبار من خلال فرض غرامة كبيرة لتسليط الضوء على النماذج الإعلامية غير المهنية والمضللة.

وشددت رندة حبيب على ضرورة استعداد الصحفي لكل المخاطر التي قد تواجهه، بينما أوضح راشد الحمري أن الصحفي هو مرآة المجتمع التي يجب أن تعكس مشكلاته وهمومه بهدف إيجاد الحلول، موصياً بضرورة التخصص في الصحافة، إلا أنه أكد في الوقت ذاته على أهمية اطلاعه على كل المجالات وتطوير مهاراته بما يجعله قادراً على تأدية كل الأدوار.

حوار الصحافة

 

أما الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان "حوار الصحافة العربية"، وأدارتها الإعلامية أسماء حسوني، فجمعت كلاً من محمود مسلم، رئيس مجلس إدارة صحيفة الوطن المصرية، رئيس شبكة قنوات DMC، وسلطان القحطاني، رئيس تحرير موقع الرياض بوست، وعبدالله سالم الشعيلي، رئيس تحرير Oman Daily Observer، وركزوا خلالها على الصفات التي تمكّن الصحفي من بلوغ الاحترافية في عمله.

وأجمع المشاركون على أن ما يميز الصحفي عن غيره من كتّاب المحتوى هو التمتع بالمهنية وانتقاء الألفاظ والكلمات والإيمان برسالة المهنة وأخلاقياتها، فضلاً عن تحمل المسؤولية تجاه الناس بتقديم أخبار موثوقة، لا سيما في ظل الكمية الكبيرة من الأخبار المضللة التي بات انتشارها أسهل من أي وقت مضى بفضل التقدم التقني.

وأكدوا أن واقع مهنة الصحافة يواجه اليوم أزمة إدارة وفكر، إلى جانب التحديات التي يفرضها التقدم التقني المتسارع، داعين إلى ضرورة مخاطبة الصحفي للقارئ بطريقة ولغة تتماشى مع هذا التقدم، شريطة عدم الابتذال والتحلي بالأمانة في نقل الكلمة.

أخبار ذات صلة